هيوميديا– نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بسياسة السلطات في تونس العنصرية مع المهاجرين واللاجئين السود الأفارقة.
وأعربت المنظمة الحقوقية عن استنكارها للخطاب العنصري للرئيس التونسي قيس سعيّد في 21 فبراير ضد المهاجرين الأفارقة.
رايتس ووتش تندد بسياسة تونس العنصرية ضد المهاجرين
وطالبت رايتس ووتش الحكومة في تونس بالتوقف فوراً عن اعتقال المهاجرين الأجانب الأفارقة السود، والإفراج عن المحتجرين تعسفاً.
ودعت المنظمة الحقوقية الحكومة في تونس بمراجعة القضايا الفردية لضمان اتباع الإجراءات الواجبة لجميع الموقوفين، والتحقيق العاجل في القضايا.
كما وطالبت رايتس ووتش بضرورة محاسبة المسؤولين عن الاعتداءات والانتهاكات العنصرية بحق المهاجرين الأفارقة.
وأوضحت المنظمة أن محاولة الرئيس سعيّد التنصل من خطاب العنصرية باتخاذ تدابير جديدة في 5 مارس بحق اللاجئين غير كافية.
حيث قالت: “إنها لا ترقى إلى مستوى الخطوات اللازمة لإنهاء ما أعقب خطاب سعيّد من تصاعد للاعتداءات العنيفة، والسرقات”.
وأشارت إلى تصاعد عمليات التخريب التي يرتكبها مواطنون تونسيون بحق المهاجرين الأفارقة.
وذكرت أن المهاجرين الأفارقة في تونس يتعرضون للطرد التعسفي من بيوتهم المستأجرة من قبل المالكين، والفصل التعسفي من العمل.
وبحسب المنظمة، هناك أعداد كبيرة من اللاجئين وطالبي اللجوء الأفارقة يخيمون أمام مقرات المنظمات الدولية بعد أن أصبحوا مشردين فجأة.
بينما يبتعد مهاجرون آخرون عن الأنظار، تفادياً لأي أعمال عنف قد تحدث من مواطنين تونسيين بحقهم.
معاناة المهاجرين بعد خطاب العنصرية
وأعربت مديرة شؤون تونس في هيومن رايتس ووتش “سلسبيل شلالي” عن قلقها واستنكارها إثر خطاب العنصرية للرئيس قيس سعيّد.
وقالت سلسبيل شلالي: “بعد تأجيج نيران العنف ضد المهاجرين، يحاول الرئيس سعيّد اليوم احتواءها بقطرات من الماء”.
كما وقابلت هيومن رايتس ووتش 16 مواطناً ،ما بين 24 فبراير الماضي و3 مارس، من دول غرب ووسط أفريقيا يقيمون في تونس.
وقد وثقت رايتس ووتش روايات المهاجرين الأجانب حيث يتعرضون للضرب والسرقة والاعتداء، وذلك بعد خطاب الكراهية للرئيس سعيّد.
ويشمل هذا العدد 7 عمال مهاجرين، 6 منهم بدون أوراق وواحد يقيم إقامة قانونية؛ و5 طلاب؛ و4 طالبي لجوء مسجلون لدى مفوضية اللاجئين.
وأفاد 13 مهاجر من الذين أُجريت معهم مقابلات أنهم تعرضوا للاعتداء والسرقة، والإهانة العنصرية والتمييز من قبل تونسيين ما بين 21 فبراير و1 مارس.
وبحسب المنظمة الحقوقية، فقد طُرد 11 شخص تعسفياً، بينما هرب اثنان من منزليهما خوفاُ على سلامتهما إثر خطاب الرئيس سعيّد.
وأشارت هيومن رايتس ووتش أن 8 أشخاص من التسعة الذين كانوا يعملون قبل الخطاب العنصري، قد منعوا من العمل بعد وخسروا مصدر دخلهم.
وبحسب إحصاءات عام 2021، يقدر عدد الأجانب من الدول الأفريقية غير المغاربية في تونس نحو 21 ألفاً في بلد يبلغ عدد سكانه 12 مليوناً.